"ضغط عاطفي ونفسي".. طبيب يشرح للغارديان المعاناة الإنسانية في غزة

Palestinian Shaima Qarmout, who suffers from burns caused by an Israeli strike, receives treatment provided by Doctors Without Borders, at a hospital in Rafah in the southern Gaza Strip, March 20, 2024. REUTERS/Mohammed Salem TPX IMAGES OF THE DAY
سيدة فلسطينية تتلقى العلاج في مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود جراء قصف إسرائيلي على رفح (رويترز)

عمل الدكتور محمد أبو مغيصيب نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في عدة مناطق فلسطينية بينها نابلس والضفة الغربية والقدس، وفي غزة التي  استقر فيها نسبيا 20 سنة متواصلة تخللتها حروب.

ولكن منذ بداية الحرب يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اضطر وعائلته للنزوح عدة مرات لأول مرة في حياتهم، وتنقلوا مرارا قبل أن ينجح بإخراجهم إلى مصر، وبقي هو يكمل مهمته في القطاع.

وللوقوف على جزء من قصة المأساة الطبية والإنسانية المستمرة في غزة، أجرت نسرين مالك من الغارديان مقابلة مع الطبيب تسأله فيها عن تجربته بصفته طبيبا وتجربته بصفته فلسطينيا يعاني من دوامة الحرب.

معاناة الأطباء

وكشف أبو مغيصيب عن طبيعة الإصابات التي يراها الأطباء ويعاني منها الفلسطينيون بشكل يومي، حيث تصل لخيم ومستشفيات المنظمة شتى الحالات الدموية والحرجة، وتكون أغلب الإصابات في البطن أو الأطراف السفلية.

وحسب المقابلة، فإن حوالي 60% من المصابين أطفال ونساء، واستذكر أبو مغيصيب قصة مريضة هزت الطاقم الطبي، حيث وصلت شابة حامل في منتصف العشرينيات مصابة إلى المشفى، وقد تعرض منزلها للقصف، ومات جراءه زوجها وأطفالها، وبترت قدمها وخسرت جنينها.

ووصف أبو مغيصيب شعور صدمة الطاقم الطبي وغير الطبي اتجاه حالات مماثلة، وقال إنه وأفراد الطاقم يصبرون أنفسهم بأن عوائلهم بخير على الأقل، إلا أن رؤية "أطفال مبتوري الأطراف، أو فقدوا عائلاتهم بالكامل، أمر صعب للغاية، عاطفيا ونفسيا".

ونظرا لشريحة المصابين وشح الموارد وكثرة المرضى، يعيش الأطباء أيضا تحت ضغط مهني عال، وقال أبو مغيصيب أن "مقابل كل مريض نعالجه 5 آخرون يحتاجون للعناية المباشرة".

انهيار القطاع الصحي

وتعكس إفادة أبو مغيصيب ما تكشفه الأخبار من انهيار القطاع الصحي في غزة نتاج القصف الإسرائيلي المستمر وانعكاس ذلك على المصابين والضحايا الفلسطينيين، إذ قال إن "أطباء بلا حدود" لم تتلق أي إمدادات طبية منذ بداية اجتياح رفح في مايو/أيار الماضي، وإذا لم يسمح لشاحنات المساعدات بالدخول فستضطر المنظمة للحد من عملها.

وتطرق أبو مغيصيب في إجاباته لصعوبة عمل أطباء بلا حدود في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمشافي وأوامر الإخلاء المتكررة، وذكر مستشفى ميدانيا افتتح برفح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكان يستوعب 60 مريضا، واضطرت المنظمة لإغلاقه وإخلائه في مايو/أيار الماضي بسبب الحرب.

ودفعت ظروف مماثلة المنظمة لإخلاء مستشفى بخان يونس في فبراير/شباط ومستشفى الشفاء في أبريل/نيسان.

وتنحصر نشاطات المنظمة الآن في خان يونس، حيث مستشفى ناصر وعيادة أخرى، كما عاودت المنظمة بعض نشاطاتها في الشمال.

epa11149747 Members of the Spanish branch of Médecins Sans Frontières provide health care and vaccinations to displaced people in the Rafah camp in the southern Gaza Strip, 13 February 2024. Since 07 October 2023, up to 1.9 million people, or more than 85 percent of the population, have been displaced throughout the Gaza Strip, some more than once, according to the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA), which added that most civilians in Gaza are in 'desperate need of humanitarian assistance and protection'. EPA-EFE/HAITHAM IMAD
منظمة أطباء بلا حدود توفر العناية الطبية في مخيم رفح (الأوروبية)

نزوح وخوف مستمر

ويوازي عدم استقرار عمل أبو مغيصيب وضع عائلته المتزعزع في الشهور الأولى من الحرب، إذ اضطروا للنزوح عدة مرات -حالهم حال غالبية سكان القطاع- متنقلين بين "المناطق الآمنة" التي يقصفها الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف، وتاركين وراءهم "كل شيء، بيتهم، وذكرياتهم" على حد تعبيره.

وقال أبو مغيصيب في إشارة منه لمعاناة الفلسطينيين إن "على خبراء الصحة النفسية حول العالم ابتكار مصطلح جديد خاص بمعاناة أهل غزة فقط، فنحن نعاني من خليط من الخوف واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب".

المصدر : غارديان

إعلان